وأكدت المصادر ان جهات التحقيق علمت بقصة التجاوزات عن طريق الصدفة وذلك عندما شرعت هيئة السكة حديد فى إستيراد قطارات من ذات المصنع وبنفس المواصفات فاكتشفت أن السعر أقل من قيمة الصفقة الاولى بكثير.
علما بان القطارات تقبع حاليا بإحد مخازن السكة حديد في بورتسودان، بعد أن تحفظت حكومة ولاية الخرطوم الحالية على إستلامها.
واضافت المصادر ان محمد المامون ومعتز البرير قد حصلا على ما لا يقل عن (63) مليون دولار عبارة عن فرق السعر بالإضافة الى عقد آخر أبرمته معهما حكومة الولاية بتشييد مباني بمحطة السكة حديد بحري بقيمة (28) مليون دولار.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها (الراكوبة) من مصدر آخر .. فإن سيدة الأعمال المعروفة "هند" زوجة مدير عام الشرطة السابق الفريق شرطة محمد نجيب هي التي قامت بترتيب صفقة شراء القطارات مع ولاية الخرطوم، وكانت "هند" قد تعرفت على معتز البرير عندما كانت تعمل معه في وظيفة سكرتيرة حينما كان مديراً لجامعة التقانة، وهي معروفة وسط باحثي الثراء في الخرطوم بمقدرتها على ترتيب هذا النوع من الصفقات مع الجهات الحكومية.
كما ذكر المصدر ان محمد المامون عبدالمطلب ومعتز البرير وهما أقرباء - سبق لهما الحصول ايضا على عقد تجميع جرارات زراعية مع شركة (جياد) وقف وراءها الدكتور عبدالحليم المتعافي.
وقال المصدر إن حصيلة أرباح هذه العمليات بلغت ملايين الدولارات إستثمرها الشركاء في توسيع أعمالهما التجارية بتسريع إنشاء مستشفى (رويال كير) وانشاء مصنع للسيراميك.
ولفت المصدر الى ان هناك شركاء من الباطن كان لهم نصيب في صفقة القطارات من بينهم الفريق طه مدير مكتب الرئيس البشير والفريق هاشم عثمان مدير عام قوات الشرطة وعبدالرحمن حسن محافظ البنك المركزي وضابط المخابرات عبدالغفار الشريف وسيدة أعمال إسمها "هاجر".
وعلمت (الراكوبة) من نفس المصدر حدوث إختلاف حدث مؤخراً بين محمد المامون عبدالمطلب و معتز البرير وتجري حالياً تصفية الشراكة بينهما.
وطبقاً لمعلومات المصدر فإن الرئيس البشير أبدى إستياءه من إخفاء هذه المعلومات عنه بواسطة المقربين منه وقرر أن يمسك بملف التحقيق بنفسه والذي من المتوقع أن يتخذ فيه إجراءت قد تنتهي بالتضحية بعدد من المقربين منه.
واكد المصدر ان تفاصيل فساد صفقة قطارات ولاية الخرطوم سبق اثارته في البرلمان ولكن السماني الوسيلة رئيس لجنة النقل بالبرلمان ظل يحتفظ بالأوراق لديه لأكثر من عام دون إتخاذ أي إجراء حولها.
وقال المصدر أن وراء كل ثري من أثرياء النظام قصة فساد حكومي لم يتم كشفها بعد.
وتضع (الراكوبة) هذه المعلومات لعلم الشعب وحتى يعرف أين تذهب أمواله.